التاريخ الفعلي لكتابة الموضوع
الاثنين, 22 سبتمبر, 2008
سلوكيات ومعالجات
هذه المشاركه من اختي فجر واهيا ترانس جبد من ميل تو فيميل واقولها مشكورة والله يعطيج العافيه وموضوعج فعلا روعه وانا قريته مرة على ماذكر وانتي ذكرتيني فيه وراح انشره للفايده موضوع للي يحكم على سالفتنا لازم يفرق مابين البويات والجنوس ومابينا احنا ال ترانسكس او سواء النترسكشوال او الترانسشكوال الي بيحكم لازم يقرا بعدين يحكموعلى فكرا هذا فيديو حق دكتور نفسي سعودي الي هو طارق حبيب وموجود على اليوتوب وراح احطه لكم بعد والدكتور السعودي فيه يتكلم عن سالفة البويات والجنوس والفرق بينهم وبين الترانسكس والخلل الجسمي والهرموني الانترسكشوال والمرض العضوي بالدماغ الترانسكشوال انشالله يفيدكم وبالنسبة للناس الي يقولون حرام حطينا لكم بالسايت وقلنا في فتوى من الازهر الشريف ومن الخميني والحين في ناس بالسعودية دكاتره نفس بدوا يفهمون ويتكلمون عن هالمرض شتبون بعد اكثر من جذيي...انا اقول للي مايبي يفهم ماتبوووون شي وروحوا موتوا احسن لكم بدال الجهل الي انتوا فيييه ..اما لمن لديه عقل واعي فعلى راسي وحياك الله
واحب اشكر كل شخص او كل مسؤول سلط الضوء على هالقضية بدون لايكون في مصلحه شخصية في الموضوع وترا هالحالات ممكن تصير باي احد يصير لكم من اهلكم او عيالكم فلازم نحط حل لها وخلاص وكما تولون يولى عليكم
ملاحظة : الدكتور ظهر في لقاء وقال انه انكر انه افتى بانه العملية حلال او حرام اونه حلل العملية وخلاص ولكن انه حدد انه في حالات فعلا تستاهل عمليه تغير الجنس وفي ناس له والفاصل انه نحول هذي الحالات على جهة الاختصاص
الدكتور الكويتي لا يقول انه العملية حلال ولا حتا حرام بل يقول اسالوا اهل الذكر واهل الطب واهل الاختصاص قبل ان تجرمون اي شخص عنده مشكلة خلل جسمي او هرموني او مرض عضوي بالدماغ وليس له علاقة بالعلاج نفسي وهو الترانسشكوال يعني اظطراب الهوية الجنسية واهو بس يشرح الحاله ويقول فكروا قبل لاتحكمون على اي حاله وانه في ناس فعلا عندهم معاناة جسمية او هرمونية او حتا عضوية وتحتاج تعديل او تصحيح جنس وفي ناس لا تلاقيها مجرد تتشبه وهذا الي احنا واهو ضده
خلاصة كلامه اسالوا هؤلاء الناس لجه الاختصاص لنعرف من هم مرضى ومن هم مدعون وان كانوا فعلا مرضى نضع حل لمعانتهم من خلال تعديل الجنسوانه يقول لاتشملوا الجميع بحكم في هذه الحالات
ونادر مانلاقي دكتور نفسي وعالم دين او شخص ملم بالدين او مسئول ويكون تفكيره فعلا واسع وملم بانه هناك شغلات لازم الواحد يفكر فيها بطريقه اوسع واشمل واذا مايدري يسال ويشوف شنو الحل
فعلا كفييييت ووفيت يادكتور وكلامك شهادة لنا اعتز فيييهااما اصحاب العقول الضيقة فهذول خلهم عايشين بكهوفهم احسن انا اقول...وترا الدنيا ماشيه والي موراضي يقتنع كيفه ..واول تالي هذي حالات يكونون الناس فيها مرضى وفعلا محتاجين حل خصوصا اذا مانفع العلاج النفسي بانه يقنع حالة الخلل الجسمي او الهرموني او اظطراب الهوية الجنسية بجسنهم او بجنس معين فاذا ماكو فايده ليش نمنعهم من حقهم كمرضى انه يحطون حد كمعاناتهم خصوصا اذا الاسلام افتى حق حالات معينه تعدل وضعها فليش احنا كبشر نوقع العقاب بهم ونمنعهم من حقهم وفعلا كلامه رائع واشكره على كلامه ومجهوده في تسليط الضوء على هذه القضية
الاثنين, 22 سبتمبر, 2008
سلوكيات ومعالجات
هذه المشاركه من اختي فجر واهيا ترانس جبد من ميل تو فيميل واقولها مشكورة والله يعطيج العافيه وموضوعج فعلا روعه وانا قريته مرة على ماذكر وانتي ذكرتيني فيه وراح انشره للفايده موضوع للي يحكم على سالفتنا لازم يفرق مابين البويات والجنوس ومابينا احنا ال ترانسكس او سواء النترسكشوال او الترانسشكوال الي بيحكم لازم يقرا بعدين يحكموعلى فكرا هذا فيديو حق دكتور نفسي سعودي الي هو طارق حبيب وموجود على اليوتوب وراح احطه لكم بعد والدكتور السعودي فيه يتكلم عن سالفة البويات والجنوس والفرق بينهم وبين الترانسكس والخلل الجسمي والهرموني الانترسكشوال والمرض العضوي بالدماغ الترانسكشوال انشالله يفيدكم وبالنسبة للناس الي يقولون حرام حطينا لكم بالسايت وقلنا في فتوى من الازهر الشريف ومن الخميني والحين في ناس بالسعودية دكاتره نفس بدوا يفهمون ويتكلمون عن هالمرض شتبون بعد اكثر من جذيي...انا اقول للي مايبي يفهم ماتبوووون شي وروحوا موتوا احسن لكم بدال الجهل الي انتوا فيييه ..اما لمن لديه عقل واعي فعلى راسي وحياك الله
واحب اشكر كل شخص او كل مسؤول سلط الضوء على هالقضية بدون لايكون في مصلحه شخصية في الموضوع وترا هالحالات ممكن تصير باي احد يصير لكم من اهلكم او عيالكم فلازم نحط حل لها وخلاص وكما تولون يولى عليكم
ملاحظة : الدكتور ظهر في لقاء وقال انه انكر انه افتى بانه العملية حلال او حرام اونه حلل العملية وخلاص ولكن انه حدد انه في حالات فعلا تستاهل عمليه تغير الجنس وفي ناس له والفاصل انه نحول هذي الحالات على جهة الاختصاص
الدكتور الكويتي لا يقول انه العملية حلال ولا حتا حرام بل يقول اسالوا اهل الذكر واهل الطب واهل الاختصاص قبل ان تجرمون اي شخص عنده مشكلة خلل جسمي او هرموني او مرض عضوي بالدماغ وليس له علاقة بالعلاج نفسي وهو الترانسشكوال يعني اظطراب الهوية الجنسية واهو بس يشرح الحاله ويقول فكروا قبل لاتحكمون على اي حاله وانه في ناس فعلا عندهم معاناة جسمية او هرمونية او حتا عضوية وتحتاج تعديل او تصحيح جنس وفي ناس لا تلاقيها مجرد تتشبه وهذا الي احنا واهو ضده
خلاصة كلامه اسالوا هؤلاء الناس لجه الاختصاص لنعرف من هم مرضى ومن هم مدعون وان كانوا فعلا مرضى نضع حل لمعانتهم من خلال تعديل الجنسوانه يقول لاتشملوا الجميع بحكم في هذه الحالات
ونادر مانلاقي دكتور نفسي وعالم دين او شخص ملم بالدين او مسئول ويكون تفكيره فعلا واسع وملم بانه هناك شغلات لازم الواحد يفكر فيها بطريقه اوسع واشمل واذا مايدري يسال ويشوف شنو الحل
فعلا كفييييت ووفيت يادكتور وكلامك شهادة لنا اعتز فيييهااما اصحاب العقول الضيقة فهذول خلهم عايشين بكهوفهم احسن انا اقول...وترا الدنيا ماشيه والي موراضي يقتنع كيفه ..واول تالي هذي حالات يكونون الناس فيها مرضى وفعلا محتاجين حل خصوصا اذا مانفع العلاج النفسي بانه يقنع حالة الخلل الجسمي او الهرموني او اظطراب الهوية الجنسية بجسنهم او بجنس معين فاذا ماكو فايده ليش نمنعهم من حقهم كمرضى انه يحطون حد كمعاناتهم خصوصا اذا الاسلام افتى حق حالات معينه تعدل وضعها فليش احنا كبشر نوقع العقاب بهم ونمنعهم من حقهم وفعلا كلامه رائع واشكره على كلامه ومجهوده في تسليط الضوء على هذه القضية
فيديو الدكتور الكويتي الي يتكلم عن حالتنا
http://www.youtube.com/watch?v=1tI6pT9uUIE
http://www.youtube.com/watch?v=yyFCe1Zj28o&feature=related
نص كلام الدكتور الي يتكلم عن حالتنا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ... أما بعد
من القضايا المهمة التي بدأ الحديث عنها في المجتمع الكويتي مسألة الجنس الثالث أو الرابع.. وتشبه الرجال بالنساء والعكس.. وهي من القضايا التي لها ارتباط وثيق بثقافتنا وعاداتنا، ولها اتصال ونظر وبحث من الناحية الطبية التخصصية، بل وأعظم من هذا فهي مرتبطة بشرعنا الكريم .
وحري على كل منصف إلا يخوض في الكلام على هذا الموضوع من غير علم وبحث دقيق، ويظن أنه من اليسير تعميم الحكم الشرعي على كل من كان به شبه بالجنس الآخر، من غير اطلاع على الأبحاث الطبية أولا، ومن ثم إنزال الفتاوى على هذه الأبحاث العلمية، لأن تصور القضية فرع من الحكم عليها .
ويمكن القول بأن سوء الخلل في فهم هذا الموضوع راجع إلى إفتاء بعض المسلمين في هذه القضية في الفضائيات بعيدا من مراجعته لإبعاد هذه الأسماء المحدثة التي لا وجود لها في الطب ولا في الشرع، وعدم فحصها بميزان الطب ابتداء، ثم الشرع .
ولهذا حري بنا قبل أن نتناول أي قضية طارئة وواقعة في المجتمع، على المسلم قبل الخوض بالكلام والرأي، ينبغي ابتداء أن يضعها على مائدة البحث العلمي المتعلقة به، ثم يوزنها بميزان الشرع، فالفقيه هو ذاك الذي يستأنس برأي أهل الاختصاص في المدلهمات الحادثة قبل إصدار الفتوى، إن كان لها تعلق في علوم أخرى غير الشريعة، امتثالا لقوله تعالى: { فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}
والخطأ في فهم القضية أيضا يتوجه إلى من تناول قضية مسميات الجنس الثالث أو الرابع والخنثى، أو ما يماثلها ظاهرا من جوانب محددة فقط لها اتصال بدراسته، مثل مناقشتها من جانب العلوم النفسية أو الاجتماعية فقط، ويصرّ على أنها قضية نفسية سلوكية بحتة، ولا ترتبط بالجوانب الشرعية.
وهناك من يورد على كل من له تشبه ظاهري بالجنس الآخر الويلات واللعنات استمدادا من المنظور الشرعي، بحجة المشابهة الظاهرية في الأمر بينهم جميعا وهو قضية التشبه بالجنس الآخر .. بعيدا عن النظر في أسباب ميل الذكر إلى الصفات الأنثوية، أو لماذا تعلقت الفتاة بالجانب الذكري .. ولهذا كان الإنصاف والواجب ربط هذه القضية بجميع الجوانب : الشرعية، والنفسية الاجتماعية، وأيضا الطبية .
لهذا كان من الواجب مناقشة هذه القضية ابتداء وفق الجوانب الطبية بمختلف أفرع الطب والعلوم الإنسانية، ثم النظر إلى ذلك وفق الجوانب الشرعية، بعيدا عن الموروثات الاجتماعية التي تجعلنا أحيانا نسكت عن المشكلة، ونحن نعلم يقينا بوجودها بيننا، ولربما تتزايد وتفاقم، أو يأتي علينا من يريد أن يعالجها لكن بطريق البتر والتجريم القانوني لكل من شمله الوصف من وجهة نظر قانون لم يسع للمعالجة الصحيحة .
هناك فرق كبير بين من يريد باختياره أن يتشبه بالجنس الآخر، فنرى ذاك الرجل المكتمل الرجولة وهو يلبس ملابس النساء، لمرض في سلوكه، ولحاجة خبيثة في تفكيره يريد أن يقضيها بهذه الطريقة ، فيسعى للتشبه بالنساء لأن به داء فعل قوم لوط.
أو ذاك الذي قد عاش بين مجتمع ممتلئ بالفتيات في أسرته، فتأثر بهم فقط في نوعية الكلام أو الرقة والتكسر في المشي، لكنه بالفحص الطبي عليه نجد أنه رجل مكتمل الفحولة، بل ويستطيع الزواج والإنجاب، وعلاجه يسير مع الوقت وبالاختلاط مع بني جنسه .
أو نجد تلك الفتاة التي تلهف بمحض إرادتها وتفكيرها إلى تقليد الذكور، فتلبس مثل ملابسهم، وتريد أن تحاكيهم بالكلام الجهوري، وقصدها من ذلك أن توقع في حبائلها الفتيات الصغيرات، لتقضي معهم شهوتها، وتمارس معهم السحاق، وهذه فطرة مريضة فيها انتكاس، دواؤها الطب النفسي والتحذير الشرعي، ومن بعده القانون الرادع .
لكن هناك فئتان ينبغي ملاحظة أمرهما بعيدا عما سبق بيانه، وهاتان الفئتان أولا ما أطلق عليه الفقهاءبالخنثى، وهو من كان له جهازان تناسليان، وقد يصبح مشكلا في المستقبل لتساوي الجهازان في العمل، وله أحكامه الفقهية، بل وحتى في قضية الميراث الشرعي .
والفئة الثانية هم من كان بهم خلل في الدماغ لم يتوافق مع الجسد الظاهري، فالتفكير والمخ يتعامل مع الجسد على أنه أنثى، لكن الحقيقة أن الجسد هو جسد ذكري،فأصبح هذا الإنسان مضطرب الهوية .
ودراسة كل حالة من أهل الاختصاص على انفراد تجعل القضية واضحة علينا تماما وفي الحكم عليها بما يناسبها، فلا نشملهم بالحكم الشرعي ولا القانوني، لأن من سعى إلى التشبه بالجنس الآخر بإرادته ومحض حريته لحاجة في نفسه، فهذا يختلف عن ذاك الذي منذ ولادته وهو يعيش في اضطراب بهويته، فعقله يتصرف في أمر، لكنه يتعامل مع جسد غريب مخالف لما يرسل إليه الأوامر من الدماغ، وهذا أمر موجود ومتحقق في أناس في المجتمع، زاد عددهم أو قل .
والحق والإنصاف يستلزم علينا أن نهتم بهذه القضية ونجعل لها التساؤلات المناسبة التي توضح لنا القضية من جميع جوانبها، ومن تلك التساؤلات :
الحالات التي يجوز فيها التحول من جنس إلى الجنس النقيض
نعلم أن الله خلق الإنسان ذكراً وأنثى، لكن هناك حالات غير طبيعيّة، وتشوّهات خلقيّة تظهر على بعض الناس فتجعلهم جنساً مختلفا، وهي حالات استثنائيّة نادرة،لكنّها موجودة منذ القدم كما يقول الأطبّاء، وهذه الحالات يصنّفها الأطبّاء فينوعين من المرض: الأوّل: هو مرض (الانترسكس) أيّ الجنس الداخلي، وصاحبه يسمّى عندالفقهاء(الخنثى)، وهو الإنسان الذي يمتلك بعض الأعضاء الجنسيّة للذكر، وبعض الأعضاءالجنسيّة للأنثى.
لقد تكلّم الفقهاء في العصور الغابرة عن هذه الظاهرة من حيثتأثيرها على الأحكام الشرعيّة المتعلّقة باختلاف الجنسين، ولم يتكلّموا عن حكممعالجتها باعتبارها مَرضاً.
وقبل التوضيح لهذا الأمر، ينبغي أن نعلم بما جاء في الفقه الإسلامي حول قضية الخنثى، وهذا وصف وحكم شرعي يختلف كلية عما أطلقه الكثير من الناس في زمننا المعاصر على المتشبه من الرجال بالنساء، أو ما يسمى بالجنس الثالث، والعكس بما أطلقوا عليه بالجنس الرابع والبويات، وهذا الوصف ( الخنثى ) له حالتان :
الأولى: أن يتبين حاله من ذكورة أو أنوثة بظهور ما يدل على ذلك، وهذا يعامل كما يعامل الجنس الذي بان منه، فيعامل كالذكور إذا بان ذكرا، ويعامل كالإناث إذا بان أنثى.
والثانية: أن لا يتبين حاله، وهذا يسمى بالخنثى المشكل، وهذا يعامل بالأحوط من الأحكام، ويجوز للخنثى المشكل أن يجري عملية تحويل إلى الذكورة أو الأنوثة؛ بحسب ما يراه الأطباء أقرب إلى خصائصه الناتجة من إجراء الفحوصات اللازمة، لأن القول بعدم جواز ذلك يجعل الخنثى المشكل يعيش حياته في عنت ومشقة، والقاعدة الفقهية تنص على أن : ( المشقة تجلب التيسير ) .
أما الخنثى الذي تبين حاله فلا يجوز له إجراء عملية التحويل، لأنه إما ذكر فلا يجوز له أن يتحول إلى أنثى، وإما أنثى فلا يجوز لها أن تتحول إلى ذكر، ولكن يجوز لهذا الشخص أن يجري عملية لإزالة المظاهر التي هي من الجنس الذي لا ينتمي إليه .
ومما سبق نعلم حكم الطبيب الذي يجري العملية، ففي الحالات التي يجوز فيها التحويل فليس على الطبيب شيء، وفي الحالات التي لا يجوز فيها التحويل يكون إجراؤه العملية حراما، وأما عن الزواج من الخنثى فإن كان ممن بان حاله أو أجريت له عملية التحويل بشروطها فلا بأس في الزواج به لأنه ليس خنثى، بل بحسب جنسه، وإن كان ما زال مشكلا، فلا يجوز الزواج به، لأنه يعامل بالأحوط كما تقدم .
أما عن انتماء الشخص بعد التحول الذي لم يؤذن فيه شرعا، فإنه محل إشكال، لأنه من النوازل التي تحتاج إلى بحث كبير واجتهاد من المجامع الفقهية، لأن ذلك يترتب عليه أحكاما كثيرة من حيث المحرمية والإرث والديات والنكاح والخلوة والإمامة .
مرض اضطراب الهوية الجنسية :
من الناحية العلمية فإنمرض اضطراب الهوية الجنسية يطلق من المصطلح الأجنبي بـ (الترانسكس)او الترناسكشوال أي التحوّل الجنسي من ذكر إلى أنثى، أو من أنثى إلى ذكر.
وهذا النّوع من المرض لم يكن معروفاً في الماضي، ولم تكن عمليّات التحويل الجنسي معروفة،لكن الأطبّاء اليوم يقولون: إنّه مرض حقيقي معترف به في الموسوعات الطبيّة المحترمة، وقد ورد في دائرة المعارف البريطانيّة عن مرض التحوّل الجنسي أنّه (اضطراب في الهويّة الجنسيّة، يجعل المصاب به يعتقد أنّه من الجنس المعاكس).
فالذّكر مثلاً يولد بأعضاء تناسليّة ذكريّة كاملة، وهو بالتالي ليس خنثى، لكنّه منذ سنّ مبكّرة جدّاً يصنّف نفسه مع النساء، ويتصرّف كواحدة منهنّ، ويتطلّع إلى إنشاء علاقات مع الذكور باعتبارهم الجنس الآخر، فهو ليس مصاباً بالشّذوذ الجنسي.
بل إنّ جمعيّات الشّذوذ في أمريكا رفضت انتساب المتحوّلين جنسيّاً إليها، لأنّ معظمهم لا يرغب بممارسة الجنس المثليّة، أي الوقوع في الفاحشة، فالذكر المتحوّل جنسيّاً إلى أنثى، يرغب بممارسة علاقاته مع الذكور كأنثى، وفق الأعراف والتقاليد التي يظن أنه يمكن الوصول إليها، لهذا يطمح من مجتمعه أن يعامله معاملة الأنثى الطبيعيّة،كما أنّه ليس مصاباً بالانحراف الجنسي الذي يدفع الرجل إلى ارتداء ملابس المرأة، أو يدفع المرأة لارتداء لباس الرجل من قبيل التشبّه،بل هو يرغب بالتحوّل الكامل إلى الجنس الآخر، وهي رغبة لا فكاك منها، لأن مرض (الترانسكس) مرض فعلي كما يصرّح المصابون به، وكما يقول الأطبّاء، وليس نزوة شيطانيّة.
وقد ورد في دائرة المعارف البريطانيّة أيضاً: (يستمرّ هذا المرض لسنوات طوال، وعلى الأغلب العمر كلّه، مع خطورة تطوّر الاكتئاب والوصول به إلى الانتحار، وهو يبدأ في مرحلة مبكرة قبل البلوغ إذ لا علاقة له بالرغبات الجنسيّة، ويستمرّ حتّى إجراء الجراحة، وإن كان لا ينتهي تماماً بها، ويقول أحد المصابين بهذا المرض (انّه لا خيار له في هذا المرض بل هو مصيبة نزلت على رأسه).
أعراضه النفسية خطيرة :
من يدرس أعراض هذا المرض يجد أن أصحابه تصيبهم الأمراض النفسية المصاحبة لهذا المرض، وهو مرض نفسي يؤدّي بالمريض إلى الانزواء والتراجع وتحمّل عذاباته الرهيبة خوفاً من افتضاح حقيقته.
والعلاج النفسي لهذا المرض لا يفيد، كما يقول الدكتور سعيد عبد العظيم، خاصّةً وأنّ معظم هذه الحالات لا تكتشف إلاّ في مرحلة متأخّرة بعد البلوغ، كما أنّ المريض نفسه لا يعترف بأنّ مرضه نفسي .
بل إنّ فكرة التحوّل إلى الجنس الآخر تصبح ملحّة عليه، وتسيطر على كلّ أفكاره، وتدفعه للّجوء إلى الجراحين .
يقول الدكتور محمّد شوقي كمال: (إذا كانت مهمّة الطبّ هي المحافظة على حياة الإنسان، فلماذا نعرّض هؤلاء المرضى للعذاب؟ ولماذا نحظر عليهم شيئاً من حقّهم كمرضى حقيقيّين؟ ونحن عادةً كجرّاحين لا نأخذ الحالات هكذا، بل نشترط خضوع المريض لإشراف الطبيب النفسي المباشر مدّة سنتين على الأقلّ) .
ويقول (إنّ المتحوّلين جنسيّاً لا يستطيعون الإنجاب مطلقاً، لكن الأهم بالنسبة لهم أنّهم يستطيعون أن يعيشوا حياة زوجيّة سعيدة، ويشعرون بالراحة الشديدة على نحو لا يوصف، ويستردّون اتّساقهم مع ذواتهم، والحقيقة: أنا لم أر مريضاً واحداً أجرى تلك الجراحة وأبدى ندماً عليها، وهذا دليل على سعادتهم بالتحوّل.)
من هذا العرض العلمي الموجز – الذي استقيناه من تحقيق موسّع حول هذا الموضوع أجراه السيّد أسامة الرحيمي في القاهرة ونشر في مجلّة الشروق (العدد 329 تاريخ 27/7/1998)- تبيّن لنا أنّ مرض (الترانسكس) أو التحوّل الجنسي، هو انفصام حاد بين النفس والجسد، فيكون الذكر كامل الذكورة من حيث الأعضاء الظاهرة، لكن إحساسه الشخصي مناقض لذلك تماماً، فهو يحسّ أنّه أنثى، كماتكون الأنثى كاملة الأنوثة من حيث الأعضاء الظاهرة، لكنّها تشعر أنّها ذكر. فإذا تعذّر عن طريق المعالجة النفسيّة، إنهاء هذا الانفصام، لم يعد أمامنا إلاّ إجراء عمليّة (التحوّل الجنسي)، وذلك بهدف إعادة التكيّف بين النفس والجسد، وهو أساس الصحّة النفسيّة والجسديّة عند الأطبّاء والعلماء.
فرق بين التصحيح والتحويل :
وهناك فرق كبير بين مصطلحين، فـ ( التصحيح الجنسي ) مصطلح ينطبق على أولئك الذين يعانون من تشويه خلقي في الأعضاء التناسلية، كأن يكون هناك جهازان تناسليان فيآن واحد أحدهما ذكري والآخر أنثوي، أو يكون هناك جهاز مضمور وبحاجة إلى إظهاره، أو تكون كروموزومات الشخص ذكرية، في حين أن مظهره الخارجي أنثوي أو العكس،
ففي حالة ال ترانسكشوال وال انترسشكوال
فهذه الحالة تكون مرضية ينشأ عنها اضطراب في شخصية الشخص المريض يتعدى كونه مجرد اضطراب نفسي،فهناك تشوه خلقي يؤثر على الشخصية مما يحتاج إلى عملية جراحية لتصحيح الجنس الغالب على الآخر.
وعلى النقيض لذلك في حالات ( التحول الجنسي)، فليس هناك أي خلل خلقي، بل إن المسألةلا تتعدى كونها إلا حالة سلوكية أو نفسية تعتري الفرد لأسباب مختلفة، سواء كانت بيئية أوتربوية أو شهوانية وما إلى ذلك؛ ما تؤدي إلى ظهور حالات الشواذ والبويات والجنس الثالث، وهذهالحالات ليست بحاجة إلى تصحيح جنس أو هوية، لكنها بحاجة إلى علاج نفسي وإرشاد شرعي وغسيل فكر من تلوث لصق بها، ويسمى تغييرالجنس في هذه الحالة ( تحول جنسي ) لأنه ناتج فقط عن رغبة ذاتية، ولا تستند إلىمسوغات شرعية وفق الضوابط الطبية.
لهذا يجب التفريق جيدا بين الحالتين، وليس ذلك من باب التشجيع لحالات ( التحول الجنسي ) أبدا، بل على العكس علينا أن نفحص وندافع عن حالات إنسانية مرضية بحاجة إلى علاج نفسي وشرعي بمختلف طرقه، طالما رفضها المجتمع لجهله وقلة وعيه وبوجود فتاوى في الفضائيات لم تبحث الموضوع من جميع جوانبه.
والذي يثبت أن حالة معينة بحاجة إلى التصحيح ولا تنتمي إلى حالات الشذوذ لا يكون بمجرد النظر إلى المظهر الخارجي، لهذا يجب النظر في التقارير الطبية التي تثبت أن الشخص مريض، وتسوغ له تصحيح جنسه، مع العلم أن كل حالة تختلف تماما عن الأخرى.
وبعد فحص التقارير الطبية المتعلقة بكل حالة، ينبغي الحصول على الفتاوى الشرعية التي ترى وتجيز القيام بتصحيح الجنس لتلك الحالة.
ونحن نعلم جميعا أن الإسلام أمرنا بالتداوي والعلاج، لكن هناك نظرة قاصرة للمجتمع بالنسبة لبعض الأمور، فكثيرا ما نواجه اتهامات بأننا نقلد أو نجاري الأجانب، أو أن العادات والتقاليد تحكم أمورنا وتوجه حياتنا، بعيدا عن المنظور الشرعي .
نحن لا نجاري أهل الغرب في كل أمر، لأن المسلم ينبغي أن يضع كل حالة في محلها الصحيح، ويعالجها وفق الضوابط الطبية والشرعية، ويستفيد من علوم غيره بما لا يعارض الشرع الحنيف، بغية أن نساعد من هو فعلابحاجة إلى المساعدة.
دور الأسرة في التصحيح :
للأسرة دور كبير في معالجة الخلل المتعلق في الذرية ( ذكورا أو إناثا )، وهذا يكون من خلال تفهم القضية من الناحية الطبية التخصصية، وأيضا السلوكية ، بعيدا عن تحميل النصوص الشرعية في هذا المجال .
فمن الخطأ الفادح النظر إلى قضية الخلل الوارد على بعض الناس في جنسهم ووجود الاضطراب في تكوينهم من أنه تشبه بالجنس الآخر؛ وفيه اللعنة والطرد من رحمة الله، لأنه لم يسع إلى هذا الأمر بمحض إرادته، ولا بشوق منه، ولكن سبق قدر الله عليه لحكمة منه سبحانه، لهذا مما يجعل المشكلة يمكن معالجتها منذ البداية وجود الفهم الواعي لدى الوالدين في التعرف على هذه القضية، وبذل الأسباب الطبية في الكشف عليها، بعيدا عن تغلب العاطفة الاجتماعية، واللوم وندب الحال كأن داهية الدواهي وقعت على الأسرة ولا سبيل إلى حلها أو معالجتها إلا بالتستر عليها أو نبذها، وقد يلجا بعض الآباء إلى معاقبة وليدهم، أو حرمانه أو طرده من البلد، ويزيد المرض سوءا، بل ولو تمكن الأب من دفن هذا الوليد لفعل، لكنه يلجا إلى الضرب والتهديد ، وهناك من رمى بفلذة كبده المريض إلى دوائر الشرطة ليعالجوا الخلل فيه .
فالقضية في التصحيح أو التحويل يكون وفق نظر أهل الطب، وبعد الفحص والنظر يمكن إصدار الفتاوى اللائقة بمثل هذه الحالات المرضية، وتنجز العمليات، ويتم تغيير الأوراق الرسمية المتعلقة بالإنسان، وتنتهي المشكلة قبل أن تتفاقم، ولا يعرف الأب كيف يعالجها .
هل التصحيح معارضة لخلق الله تعالى ؟
نعلم ابتداء أن الله أمرنا بالتداوي ومعالجة التشوه الذي قد يطرأ على الإنسان إما مع الولادة، لأسباب طبيعية، وهذا مما أفتى به العلماء ولا يعارض أمر الله سبحانه بأنه خلقنا في أحسن تقويم .
ومثله هذا المرض النفسي والجسدي، الذي له علاقة وثيقة بكلام ورأي أهل الطب بشتى أوجه العلم عندهم النفسية والجسدية ( البشرية )، فهم اعلم بمدى حاجة الإنسان مضطرب الهوية على العلاج الذي قد يصل إلى العملية الجراحية التصحيحية أو أنه يكذب على الناس في حالته ،
ويمكن القول هذا الاضطراب مرض يحتاج إلى معالجة نتيجة للأسباب الآتية :
أولاً: ثبت برأي العديد من الأطبّاء وجود حالة مرضيّة عند بعض الناس سمّوها (الترانسكس) وهي انفصام حادّ في الحالة الجنسيّة بحيث تكون مظاهر الجسد باتّجاه جنس معيّن، بينما تكون مشاعر النفس بالاتّجاه الجنسي المعاكس، وأنّ هذه الحالة المرضيّة قد تشتدّ بحيث تصبح حياة صاحبها جحيماً وقد يفكّر بالانتحار، وأنّه قد تفشل كلّ وسائل العلاج النفسي، ولا يبقى أمام الطبيب إلاّ إجراء جراحة التحوّل الجنسي.
ثانياً: في مثل هذه الحالة تتحقّق شروط الضرورة الشرعيّة التي تبيح المحظور بإجماع العلماء. إذ الخلاف بينهم محصور في تشخيص حالة الضرورة أو عدمها.
أمّا إذا اتّفقوا على وجودها، فهم حتماً متّفقون على أنّها تبيح المحظور. أمّا أنّ الضرورة متحقّقة في هذه الحالة، فلأنّ المحافظة على الحياة تعتبر من الضرورات الشرعيّة الخمسة بلا جدال.
والحياة التي يقتضي المحافظة عليها هي الحياة الطبيعيّة التي لا يستبدّ بها المرض بحيث يحرمها السعادة ويمنعها من المتاع المباح. من أجل ذلك أباح العلماء التداوي بالمحرّم عند وجود الضرورة. وإذا كانت جراحة التحوّل الجنسي محرّمة من حيث الأصل- حسب رأي جمهور الفقهاء المعاصرين – فإنّها تباح لوجود هذه الضرورة.
ثالثاً: وسبب تحريم (جراحة التحوّل الجنسي) أمران:
الأمر الأوّل: أنّها تغيير لخلق الله، والله تعالى يقول عن الشيطان أنّه قال: (ولآمرنّهم فليغيّرُنّ خلق الله) سورة النساء : 119
الأمر الثاني: أنّها نوع من التشبّه بالجنس الآخر، وقد (لعن رسول الله r المتشبّهين من الرجال بالنساء، والمتشبّهات من النساء بالرجال) رواه البخاري.
قال العلماء (ظاهر اللفظ النهي عن التشبّه في كلّ شيء، لكن عرف من الأدلّة الأخرى أنّ المراد التشبّه في اللباس والزينة والكلام والمشي). ومع ذلك يقول الإمام النووي رحمه الله: (إنّ المخنّث الخلقي لا يتّجه عليه اللوم) ويعقّب ابن حجر على ذلك بأنّه (محمول على إذا لم يقدر على ترك التثنّي والتكسّر في المشي والكلام بعد تعاطيه المعالجة) (راجع فتح الباري). ومن الواضح أنّنا أمام قضيّة مختلفة: فلسنا أمام رجل يتشبّه بالنساء في ظاهره، لكنّنا أمام إنسان يشعر أنّه امرأة شعوراً يغلب كلّ مشاعره وأعماله، بينما له جسد رجل، وهو يتألم من ذلك ويسعى للخلاص من هذه الازدواجية والانفصام، وحين يجري عمليّة التحوّل الجنسي يشعر أنّه عاد لطبيعته الحقيقيّة، فلا يعود للتشبّه.
والمطلوب بالنسبة للمخنّث المعالجة كما يقول الإمام النووي. وإذا لم تنفع المعالجة النفسيّة، وظهرت الحاجة إلى جراحة تعيد المخنّث إلى جنسه الطبيعي، فالظاهر من كلام الإمام النووي أنّ ذلك جائز. فالتحوّل الجنسي على الأرجح لا يدخل إذاً تحت مسألة التشبّه، التي حصرها العلماء (باللباس والزينة والكلام والمشي). الضوابط الشرعيّة لهذه الإباحة وليس معنى ذلك أنّي أقول بإباحة عمليّات التحوّل الجنسي بإطلاق .
الاستعجال بالعلاج :
ولعل من الأمور التي جرت القيل والقال على أمثال هؤلاء المرضى أنهم استعجلوا لأسباب عندهم في عمليات التحول، مثل تناولهم لبعض الهرمونات التي تجعلهم يقتربون إلى الحالة الأنثوية، ليعيشوا معها بما يتلاءم مع نمط تفكيرهم، أو بإجراء عمليات جراحية في إزالة القضيب، الذي يعانون من وجوده فيهم كأنه أداة غريبة على جسدهم المتعلق بتفكيرهم الأنثوي .
وهذا الاستعجال من قبل أنفسهم في محاولة تصحيح حالتهم المرضية جر عليهم ما لا يحمد عقباه من الحكم القاسي من قبل الأهل، ومن بعدهم المجتمع الذي لم يفهم منذ البداية هذا المرض الغريب على تفكيرهم .
فلم تتقبل السرة وجود صدر على جسد ابنهم، ولا تغير في مظهره المقارب لنعومة الأنثى، فجعل هذا التغير يطيش بعقولهم، ويذهب برزانة تفكيرهم، وقادهم إلى ردة فعل قاسية تجاه ابنهم الذكر الذي – كما يدعون – جلب عليهم العار والخزي في أسرتهم وبين الجيران، ثم في المجتمع، لهذا لا نستغرب إن عرفنا أن هناك من حبس ابنه المضطرب في البيت شهورا طويلة، أو حرمه من الذهاب إلى الدراسة .
هل الاضطراب خطر على المجتمع ؟
هل نعتبر مثل هذا المرض مما نخشى استفحال أمره في المجتمع ؟ وهل انتشر حتى بات ظاهرة مقلقة في المجتمع الإسلامي؟ وإذا كانت كذلك فما هي الأسباب ؟ هل هي عوامل نفسية أو وراثية [هرمونات] ؟
وهل هناك علامات أو بوادر تعلمنا على حالهم ؟ هل يمكن ملاحظة ذلك فيالبيت ؟
وهل تقليد الأخوات والتشبه بالبنات في بدايات العمر له أثره على أواخره ؟
هل هي مرحلة عابرة في حياةالشخص ( مراهقة من نوع آخر ) ؟
وغيرها من التساؤلات التي تقدم بين يدي هذه القضية الخطيرة التي لم تغفل العلوم النظرية الحديثة ولا شرعنا الحنيف عن تناولها ومعالجتها .
الفضائيات وتشويه الحقائق .
ولأننا نعيش في زمن الكلمة التي لا زمام لها عند بعض المسلمين الذين يسعون لمواضيع الإثارة التي تلفت انتباه عوام المسلمين بعيدا عن تقديم الحقائق الواضحة .
فموضوع الجنس الآخر من المواضيع الحساسة في العرض والمعالجة ينبغي أن نحيط بجوانبها وأبعادها بعيدا عن كلام إنشائي يثير العواطف، ويوقع الأمور في غير محلها الصحيح، لأن بعض الآباء قام بطرد وليدهم المضطرب الهوية الجنسية بعد أن سمع وشاهد حلقة عن الجنس الثالث في بلده، وكان المذيع مفوها في الكلام بعيدا عن الموضوعية العلمية والشرعية مما جعل الحقائق بعيدة عن أرض الواقع، ولم يقدم إلا حماسا عقيما، وكان يخوض في قضية الجنس الثالث والرابع، كأن جميع من له شبه بالجنس الآخر فهو مشمول بالحكم الشرعي، وهذا دلالة على عدم فقهه في تصور الموضوع، فنجم عنه سوء حكم وبعد أن تم توضيح القضية له من خلال المختصين احتاج إلى إصلاح ما دمر وقذف من جهالات في حلقات أعظم وأطول من الحلقة الواحدة التي كان دمارها مبني على الكلمات الحماسية العاطفية .
كتبه :
راشد سعد العليمي
إمام وخطيب في وزارة الأوقاف
وعلى النقيض لذلك في حالات ( التحول الجنسي)، فليس هناك أي خلل خلقي، بل إن المسألةلا تتعدى كونها إلا حالة سلوكية أو نفسية تعتري الفرد لأسباب مختلفة، سواء كانت بيئية أوتربوية أو شهوانية وما إلى ذلك؛ ما تؤدي إلى ظهور حالات الشواذ والبويات والجنس الثالث، وهذهالحالات ليست بحاجة إلى تصحيح جنس أو هوية، لكنها بحاجة إلى علاج نفسي وإرشاد شرعي وغسيل فكر من تلوث لصق بها، ويسمى تغييرالجنس في هذه الحالة ( تحول جنسي ) لأنه ناتج فقط عن رغبة ذاتية، ولا تستند إلىمسوغات شرعية وفق الضوابط الطبية.
لهذا يجب التفريق جيدا بين الحالتين، وليس ذلك من باب التشجيع لحالات ( التحول الجنسي ) أبدا، بل على العكس علينا أن نفحص وندافع عن حالات إنسانية مرضية بحاجة إلى علاج نفسي وشرعي بمختلف طرقه، طالما رفضها المجتمع لجهله وقلة وعيه وبوجود فتاوى في الفضائيات لم تبحث الموضوع من جميع جوانبه.
والذي يثبت أن حالة معينة بحاجة إلى التصحيح ولا تنتمي إلى حالات الشذوذ لا يكون بمجرد النظر إلى المظهر الخارجي، لهذا يجب النظر في التقارير الطبية التي تثبت أن الشخص مريض، وتسوغ له تصحيح جنسه، مع العلم أن كل حالة تختلف تماما عن الأخرى.
وبعد فحص التقارير الطبية المتعلقة بكل حالة، ينبغي الحصول على الفتاوى الشرعية التي ترى وتجيز القيام بتصحيح الجنس لتلك الحالة.
ونحن نعلم جميعا أن الإسلام أمرنا بالتداوي والعلاج، لكن هناك نظرة قاصرة للمجتمع بالنسبة لبعض الأمور، فكثيرا ما نواجه اتهامات بأننا نقلد أو نجاري الأجانب، أو أن العادات والتقاليد تحكم أمورنا وتوجه حياتنا، بعيدا عن المنظور الشرعي .
نحن لا نجاري أهل الغرب في كل أمر، لأن المسلم ينبغي أن يضع كل حالة في محلها الصحيح، ويعالجها وفق الضوابط الطبية والشرعية، ويستفيد من علوم غيره بما لا يعارض الشرع الحنيف، بغية أن نساعد من هو فعلابحاجة إلى المساعدة.
دور الأسرة في التصحيح :
للأسرة دور كبير في معالجة الخلل المتعلق في الذرية ( ذكورا أو إناثا )، وهذا يكون من خلال تفهم القضية من الناحية الطبية التخصصية، وأيضا السلوكية ، بعيدا عن تحميل النصوص الشرعية في هذا المجال .
فمن الخطأ الفادح النظر إلى قضية الخلل الوارد على بعض الناس في جنسهم ووجود الاضطراب في تكوينهم من أنه تشبه بالجنس الآخر؛ وفيه اللعنة والطرد من رحمة الله، لأنه لم يسع إلى هذا الأمر بمحض إرادته، ولا بشوق منه، ولكن سبق قدر الله عليه لحكمة منه سبحانه، لهذا مما يجعل المشكلة يمكن معالجتها منذ البداية وجود الفهم الواعي لدى الوالدين في التعرف على هذه القضية، وبذل الأسباب الطبية في الكشف عليها، بعيدا عن تغلب العاطفة الاجتماعية، واللوم وندب الحال كأن داهية الدواهي وقعت على الأسرة ولا سبيل إلى حلها أو معالجتها إلا بالتستر عليها أو نبذها، وقد يلجا بعض الآباء إلى معاقبة وليدهم، أو حرمانه أو طرده من البلد، ويزيد المرض سوءا، بل ولو تمكن الأب من دفن هذا الوليد لفعل، لكنه يلجا إلى الضرب والتهديد ، وهناك من رمى بفلذة كبده المريض إلى دوائر الشرطة ليعالجوا الخلل فيه .
فالقضية في التصحيح أو التحويل يكون وفق نظر أهل الطب، وبعد الفحص والنظر يمكن إصدار الفتاوى اللائقة بمثل هذه الحالات المرضية، وتنجز العمليات، ويتم تغيير الأوراق الرسمية المتعلقة بالإنسان، وتنتهي المشكلة قبل أن تتفاقم، ولا يعرف الأب كيف يعالجها .
هل التصحيح معارضة لخلق الله تعالى ؟
نعلم ابتداء أن الله أمرنا بالتداوي ومعالجة التشوه الذي قد يطرأ على الإنسان إما مع الولادة، لأسباب طبيعية، وهذا مما أفتى به العلماء ولا يعارض أمر الله سبحانه بأنه خلقنا في أحسن تقويم .
ومثله هذا المرض النفسي والجسدي، الذي له علاقة وثيقة بكلام ورأي أهل الطب بشتى أوجه العلم عندهم النفسية والجسدية ( البشرية )، فهم اعلم بمدى حاجة الإنسان مضطرب الهوية على العلاج الذي قد يصل إلى العملية الجراحية التصحيحية أو أنه يكذب على الناس في حالته ،
ويمكن القول هذا الاضطراب مرض يحتاج إلى معالجة نتيجة للأسباب الآتية :
أولاً: ثبت برأي العديد من الأطبّاء وجود حالة مرضيّة عند بعض الناس سمّوها (الترانسكس) وهي انفصام حادّ في الحالة الجنسيّة بحيث تكون مظاهر الجسد باتّجاه جنس معيّن، بينما تكون مشاعر النفس بالاتّجاه الجنسي المعاكس، وأنّ هذه الحالة المرضيّة قد تشتدّ بحيث تصبح حياة صاحبها جحيماً وقد يفكّر بالانتحار، وأنّه قد تفشل كلّ وسائل العلاج النفسي، ولا يبقى أمام الطبيب إلاّ إجراء جراحة التحوّل الجنسي.
ثانياً: في مثل هذه الحالة تتحقّق شروط الضرورة الشرعيّة التي تبيح المحظور بإجماع العلماء. إذ الخلاف بينهم محصور في تشخيص حالة الضرورة أو عدمها.
أمّا إذا اتّفقوا على وجودها، فهم حتماً متّفقون على أنّها تبيح المحظور. أمّا أنّ الضرورة متحقّقة في هذه الحالة، فلأنّ المحافظة على الحياة تعتبر من الضرورات الشرعيّة الخمسة بلا جدال.
والحياة التي يقتضي المحافظة عليها هي الحياة الطبيعيّة التي لا يستبدّ بها المرض بحيث يحرمها السعادة ويمنعها من المتاع المباح. من أجل ذلك أباح العلماء التداوي بالمحرّم عند وجود الضرورة. وإذا كانت جراحة التحوّل الجنسي محرّمة من حيث الأصل- حسب رأي جمهور الفقهاء المعاصرين – فإنّها تباح لوجود هذه الضرورة.
ثالثاً: وسبب تحريم (جراحة التحوّل الجنسي) أمران:
الأمر الأوّل: أنّها تغيير لخلق الله، والله تعالى يقول عن الشيطان أنّه قال: (ولآمرنّهم فليغيّرُنّ خلق الله) سورة النساء : 119
الأمر الثاني: أنّها نوع من التشبّه بالجنس الآخر، وقد (لعن رسول الله r المتشبّهين من الرجال بالنساء، والمتشبّهات من النساء بالرجال) رواه البخاري.
قال العلماء (ظاهر اللفظ النهي عن التشبّه في كلّ شيء، لكن عرف من الأدلّة الأخرى أنّ المراد التشبّه في اللباس والزينة والكلام والمشي). ومع ذلك يقول الإمام النووي رحمه الله: (إنّ المخنّث الخلقي لا يتّجه عليه اللوم) ويعقّب ابن حجر على ذلك بأنّه (محمول على إذا لم يقدر على ترك التثنّي والتكسّر في المشي والكلام بعد تعاطيه المعالجة) (راجع فتح الباري). ومن الواضح أنّنا أمام قضيّة مختلفة: فلسنا أمام رجل يتشبّه بالنساء في ظاهره، لكنّنا أمام إنسان يشعر أنّه امرأة شعوراً يغلب كلّ مشاعره وأعماله، بينما له جسد رجل، وهو يتألم من ذلك ويسعى للخلاص من هذه الازدواجية والانفصام، وحين يجري عمليّة التحوّل الجنسي يشعر أنّه عاد لطبيعته الحقيقيّة، فلا يعود للتشبّه.
والمطلوب بالنسبة للمخنّث المعالجة كما يقول الإمام النووي. وإذا لم تنفع المعالجة النفسيّة، وظهرت الحاجة إلى جراحة تعيد المخنّث إلى جنسه الطبيعي، فالظاهر من كلام الإمام النووي أنّ ذلك جائز. فالتحوّل الجنسي على الأرجح لا يدخل إذاً تحت مسألة التشبّه، التي حصرها العلماء (باللباس والزينة والكلام والمشي). الضوابط الشرعيّة لهذه الإباحة وليس معنى ذلك أنّي أقول بإباحة عمليّات التحوّل الجنسي بإطلاق .
الاستعجال بالعلاج :
ولعل من الأمور التي جرت القيل والقال على أمثال هؤلاء المرضى أنهم استعجلوا لأسباب عندهم في عمليات التحول، مثل تناولهم لبعض الهرمونات التي تجعلهم يقتربون إلى الحالة الأنثوية، ليعيشوا معها بما يتلاءم مع نمط تفكيرهم، أو بإجراء عمليات جراحية في إزالة القضيب، الذي يعانون من وجوده فيهم كأنه أداة غريبة على جسدهم المتعلق بتفكيرهم الأنثوي .
وهذا الاستعجال من قبل أنفسهم في محاولة تصحيح حالتهم المرضية جر عليهم ما لا يحمد عقباه من الحكم القاسي من قبل الأهل، ومن بعدهم المجتمع الذي لم يفهم منذ البداية هذا المرض الغريب على تفكيرهم .
فلم تتقبل السرة وجود صدر على جسد ابنهم، ولا تغير في مظهره المقارب لنعومة الأنثى، فجعل هذا التغير يطيش بعقولهم، ويذهب برزانة تفكيرهم، وقادهم إلى ردة فعل قاسية تجاه ابنهم الذكر الذي – كما يدعون – جلب عليهم العار والخزي في أسرتهم وبين الجيران، ثم في المجتمع، لهذا لا نستغرب إن عرفنا أن هناك من حبس ابنه المضطرب في البيت شهورا طويلة، أو حرمه من الذهاب إلى الدراسة .
هل الاضطراب خطر على المجتمع ؟
هل نعتبر مثل هذا المرض مما نخشى استفحال أمره في المجتمع ؟ وهل انتشر حتى بات ظاهرة مقلقة في المجتمع الإسلامي؟ وإذا كانت كذلك فما هي الأسباب ؟ هل هي عوامل نفسية أو وراثية [هرمونات] ؟
وهل هناك علامات أو بوادر تعلمنا على حالهم ؟ هل يمكن ملاحظة ذلك فيالبيت ؟
وهل تقليد الأخوات والتشبه بالبنات في بدايات العمر له أثره على أواخره ؟
هل هي مرحلة عابرة في حياةالشخص ( مراهقة من نوع آخر ) ؟
وغيرها من التساؤلات التي تقدم بين يدي هذه القضية الخطيرة التي لم تغفل العلوم النظرية الحديثة ولا شرعنا الحنيف عن تناولها ومعالجتها .
الفضائيات وتشويه الحقائق .
ولأننا نعيش في زمن الكلمة التي لا زمام لها عند بعض المسلمين الذين يسعون لمواضيع الإثارة التي تلفت انتباه عوام المسلمين بعيدا عن تقديم الحقائق الواضحة .
فموضوع الجنس الآخر من المواضيع الحساسة في العرض والمعالجة ينبغي أن نحيط بجوانبها وأبعادها بعيدا عن كلام إنشائي يثير العواطف، ويوقع الأمور في غير محلها الصحيح، لأن بعض الآباء قام بطرد وليدهم المضطرب الهوية الجنسية بعد أن سمع وشاهد حلقة عن الجنس الثالث في بلده، وكان المذيع مفوها في الكلام بعيدا عن الموضوعية العلمية والشرعية مما جعل الحقائق بعيدة عن أرض الواقع، ولم يقدم إلا حماسا عقيما، وكان يخوض في قضية الجنس الثالث والرابع، كأن جميع من له شبه بالجنس الآخر فهو مشمول بالحكم الشرعي، وهذا دلالة على عدم فقهه في تصور الموضوع، فنجم عنه سوء حكم وبعد أن تم توضيح القضية له من خلال المختصين احتاج إلى إصلاح ما دمر وقذف من جهالات في حلقات أعظم وأطول من الحلقة الواحدة التي كان دمارها مبني على الكلمات الحماسية العاطفية .
كتبه :
راشد سعد العليمي
إمام وخطيب في وزارة الأوقاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق